Wednesday, June 1, 2011

Faedah Kalimah لاإله الا الله

لا إله إلا الله


كلمة نجاة... منهج حياة



أولاً : لا إله إلا الله ... كلمة نجاة


هل تساءلت يا أخي يوماً: ماذا تريد من هذه الحياة؟ وماذا يريد الله من إيجادنا في هذه الحياة؟

لا شك أنك وكل إنسان على ظهر الأرض تبحث عن السعادة والطمأنينة وسكون النفس، ولا شك أن هذا الأمر لا يتحقق إلا بحصول التوافق بين إرادتنا وبين الغاية التي خلقنا الله من أجلها وركب صورتنا لتحقيقها.. قال تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾(الذاريات: 56) ، ونحن خلقنا بلا إستشارة منا ولا رضاً كما نرحل عن هذه الدنيا بالموت دون إستشارة ولا رضا، وفيما بين البداية والنهاية نعيش أيضاً على ما فطرنا وجبلنا عليه إلا أن الله جعل لنا الإرادة والإختيار امتحانا واختباراً، وأرسل إلينا الرسل وأنزل عليهم الكتب إبلاغاً وإعذاراً، وأوحى إلى جميع الرسل دعوة واحدة لا تتغير، تبين للناس هذه الغاية التي خلقوا من أجلها وفطروا عليها ولا يسعدون إلا بحصولها: فقال الله:
﴿ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾(النحل: 36) .

﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون﴾(الأنبياء: 25)

﴿وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون (26) إلا الذي فطرني فإنه سيهدين﴾
(الزخرف: 26-27)

قال العلماء: هي كلمة (لا إله إلا الله).
وقال عن نوح عليه السلام أنه قال لقومه: ﴿أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يومٍ أليم﴾(هود: 26) ، وكذلك هود وصالح وغيرهم من الرسل – عليهم السلام- .
فما من رسول ولا نبي إلا وكان أول ما يقرع به أسماع قومه : ﴿اعبدوا الله ما لكم من إله غبره﴾(هود: 50)

فكلمة (لا إله إلا الله): هي دعوة الرسل أجمعين، وهي عنوان التوحيد، وهي العروة الوثقى، وهي كلمة النجاة.


قال صلى الله عليه وسلم:


(من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)


فهل هي مجرد كلمة تقال ونفعل بعد ذلك ما نفعل...؟





ثانياً : لا إله إلا الله ... منهج حياة


﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِ العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ﴾(الأنعام: 162/163)

فكلمة التوحيد ليست مجرد كلمة تقال أو أفكار تعتنق فحسب، بل الإيمان علم وعمل، عقيدة وشريعة، فهو إيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدرخيره وشره، وهو طاعة لله وإخلاص، واتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانقياد، وهو حب لله وشوق له وخوف منه وحده ورجاء لفضله، وهو دعاء وتضرع وخضوع واستسلام لله وحده، وهو شكر للنعم وصبر على البلاء وعلى الطاعة وبعد عن الشهوات.

وهو صلاة وصوم وزكاة وحج وجهاد، وهو ذبح ونذر وحلف بالله وحده لا شريك له، وهو تحري الحلال وترك الحرام في المأكل والمشرب والملبس والمكسب، وهو بر الوالدين وصلة الأرحام وإحسان إلى الجيران وحسن خلق مع كل الناس من وفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك للغش، وهو اجتناب للربا والرشوة والقمار والغش، وهو تحاكم إلى شرع الله والتزام به والرضا بحكمه، وهو غض البصر وحفظ للفرج وحجاب وستر للعورة، وهو دعوة إلى الله ونصرة للدين وأمربالمعروف ونهي عن المنكر وإقامة الشرع في الأرض كلها، وهو انتماء إلى حزب المؤمنين، حزب الله – يبحانه وتعالى – وترك أحزاب الضلال وأتباع الشيطان.





معنى لا إله إلا الله


قال تعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾(محمد: 19) . فالعلم بمعنى (لا إله إلا الله) فرض على كل مكلف، والإله هو المعبود والذي (يفزع) إليه الخلائق في حوائجهم، فمعنى (لا إله إلا الله) أي: لا معبود بحق إلا الله، ولا يلجأ العباد ولا يتضرعون ولا يفزعون في كل ما ينوبهم إلا إلى الله وهو الذي تشتاق إليه النفوس وتميل إليه القلوب.

ومن هنا نعلم خطأ من ظن أن معنى الإله أنه القادر على الخلق والإختراع فحسب، حيث أن (المشركين) كانوا يقرون بذلك، قال تعالى : ﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل ألا تتقون (31) فذلكم الله ربكم الحق﴾(يونس: 31/32) وإنما طالبتهم رسلهم بأن يقروا بأنه لا يستحق العبادة إلا الله، فمن أقر بوجود الله ثم عبد غيره أو كذب رسله فهو كافر بالله مخلد في النار وكذلك من دعا غير الله أو استغاث به أو ذبح له من دون الله بعد بلوغ الحجة.

وكلمة (لا إله إلا الله) تتضمن الكفر بالطاغوت في شقها الأول(لا إله) وهي نفي الإلهية واستحقاق العبادة عن كل أحد دون الله، وتتضمن الإيمان بالله في شقها الثاني (إلا الله).
قال تعالى : ﴿فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ﴾
(البقرة: 256)

1 comment: